دنياء المصالح...
للأستاذ /ثابت نصر مقبل الحافي
لك الحمد يا خالق ويا رازق البشر
وكلاً يخذ رزقه من البر والبحور.
سوا كلنا نرحل وما حد معه مقر
ويسكن جميع الناس لاشك في القبور.
بدنياء المصالح ما سيبقى سوى الاثر
ونترك جميع المال والجاه والقصور.
ومهما كبر إنسان أو يملك الدرر
وصابه في الدنياء من الفخر والغرور.
يسّخر إله الكون للناس في العبر
وبايبتلي الإنسان بالفقر والفتور.
ويجزي إلهي من تجلد ومن صبر
وعالنوائب والمصايب بقي صبور.
زمانك لو صفى واسمك لو اشتهر
فطبع الزمن قاسي ودنياك باتدور.
يقول المولعي ياما عرفنا من البشر
وطبع القواسي قد تلين مع الدهور.
وماشي يدوم الخير ولا شر أستمر
فماشي بقى للسعد أيضا ولا الشرور.
وما دامت الدنياء لسلطان بالبشر
وغادر من الدنياء البلابل مع الصقور.
وراحل جميع الخلق مهما بها اشتهر
ومهما الثعالب حضها كان بالظهور.
ومهما عزيز النفس تلقاه في الحفر
سيرحل زمان الشين وتترتب الأمور.
فربك كريم الجود ياصاحب افتقر
فما اظلمت إلا سيعقب بها البكور.
وبعد الليالي السود والظلم لو كثر
سيعقب ليالينا شعاع الأمل بنور
ومهما اجدبت إلا تسقت من المطر
وبعد الضماء عاشت بالسيل والدفور.
ومهما حزنها طال أو وردها ظمر
ستهنى مع الأيام في السعد والسرور.
سنوصي حزين الطرف قد صابه الضرر
وأصبح في الدنياء يعاني من الشرور.
كمالك بالصبر مهما تغير من البشر
وحسيت يا صاحب من الهم والدبور.
جمالك عزتك أرفع لشانك ولو غدر
صحابك والزمان الشين ياصاحبي يدور.
ستلقى رفيق الدرب لهاتفك حضر
ومن كأن في الماضي بيبدع في الظهور.
ومن كنت له حاضر كما الماء للشجر
أصبح فاس يده يجزك من الجذور.
سيرمي حجاره حلما يقطف الثمر
ومنه تحس الجرح وسط الكبد نفور.
ويحرق جذورك لو بالغنى ازدهر
ستنظر لنيرانه وويله مع الثبور.
سينظر بعين الكبر للصاحب الاغر
ويصغر بعينه كبريائك في الدهور.
اترك للزمن صاحب لمبدأه نكر
وغير زمانه في المصالح بقي يدور.
اترك للزمن جاحد بالكذب قد هدر
ينافق لأجل العيش ويعمل قلط وزور.
اترك محتقر للناس وبعنجهة ظهر
وارمي الصديق النذل إلى آخر البحور.
أبقى بقول الصدق ولو صاحبك نكر
ولو بها موتك في الصدق ما تبور
إذا المصلحة منك يحطك في النظر
ولو جارت الدنياء سيرميك بالشرور.
ولو كنت له جنة ستلقى معه سقر
ويا ليت بايسكت ويكفيك بالقصور.
سيشمت ويغتابك على كل من حضر
وينهش للحمك مثلما تفعل النسور.
على الله يادنياء يقع طول أو قصر
ستجزع بنا الأيام وتذهب بنا الدهور.
وما ينفع الإنسان ما قل أو كثر
إلى اللحد مأوآنا إلى البعث والنشور.
وكل ما عمل إنسان سيجني بها الثمر
فمن خير او شراً بجنات أو جمور.
فما دامت الدنياء لاخيار في البشر
فحتى رسول الله تركها وهو طهور.
تخير لقاء ربه وهو خير من ظهر
وهو المنقذ الشافي وللمؤمنين نور.
وصلوا على طه عدد ماهطل مطر
صلى عليك الله يا اكمل البدور. .
........................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق