مازلتْ أنتظر
------------
في حضرة الحنينِ
قالتْ انتظرْ
إلى أن أعود
وكثيرا من الوقت كم مرّ
ومازلتُ في حنينٍ
ومازلتْ انتظرْ
لا أدري
أحقا ستعودين
أم طير حبك
عن دوحي هجرْ
أبدا ما عهدتك يوما هكذا
روحٌ قاسيةٌ
قلبٌ كالحجرْ
كذلك قد بدى لي
كذلك قلبي قد شعرْ
حقا قد ساءني جرحٌ عميقٌ
أدمى الناي والوترْ
وغدى طيرنا طيرا حزينا
لشيءٍ بيننا قد كُسرْ
شيءٌ بيننا راوده الأنين
شيءٌ بيننا قد تأثرْ
أبدا حبيبتي
ما خدع قلبي
ما خان ..
ما غدرْ
مازال ياسمين همسك
في حدائقي نَضِرْ
مازال ورد عطرك
في بساتيني يُزهرْ
مازال ثمار حنانك
في دوحي يثمرْ
مازالتْ سحابات روضك
في مدائني تُمطر
مازالتْ صورتك في عيني
نورا للقمرْ
مازال طيفك يعانق روحي
وقت السحرْ
مازال حنيني واشتياقي إليك
في ليلك
قنديلا يُنرْ
كناسكٍ في محرابك يتعبد
يتلو ترانيم السمر
كراهبٍ في معبدك أُسِرْ
فحبيبتي أنت
طالما في عمري عمر
حبيبتي أنت
إن دام الزمان واستمر
حبيبتي أنت
ستظلين في أصداف قلبي
سرَ السر
درَ الدرْ
بسمةٌ صامتةٌ على شفاه العالم
تداعب الشجر فيورق
تراقص الطير فيطِرْ
نسمةٌ فجريةٌ
تمتطي صهوة القطر
تحطم نوافذ الصمت الثلجي
تؤجج بركان الشوق فيتفجرْ
تثير ثورة عشقي السرمدي
فتحيل حنيني لدمعٍ منهمرْ
كلما اشتقت إليك حبيبتي
طاف قلبي الحزين بدارك
كأنه سُحِرْ
ربما أصاب خلجاته منه مس
أو منه النبض يتعطر
أبدا حبيبتي
لون عشقي مازال وردي
ما تغيرْ
دمعٌ حزينٌ دونك
في روحي استقرْ
ليس لي غيرك حبيبة
أنت عندي
كل البشرْ
نعم حبيبتي
مازلت انتظر
وسأظل أنتظر
رغم أني في انتظاري
روحٌ جريحةٌ
قلبٌ عَسر
غير أنه
ليس لي
سوى أن ارتضي
بقضاء القدر
ليس لي
سوى أن أنتظر
-------------
بقلمي
عبد الرحمن محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق