الأحد، 20 أغسطس 2023

الابداع المشترك:  كاترينا

عادل المتني:
كاترينا..
لم يزرني سوى غابات الصنوبر، ورائحة قدميك
أيتها الجاثية فوق حُلمي كالميركافا فوق جسد فلسطين
أعلم علم اليقين
بثوبك المطرز بالياسمين..خُنتِني
كما خانت بيروت مدن العالم
كما خانت باريس عرائش الكروم وشحاذي
الأرصفة
كل النساء عواصم والرجال عابرو طريق
كل العواصم تشد الفقراء من شعرهم كالعبيد
أعترفُ، تَيَمَّمتُ بعشقكِ
وكان سروالي المكدّس بالرقع يحُولُ بيني وبينكِ
جمعتُ شتاتي لأصير بورجوازياً صغيراً وأشتري لك وردة.
ربما، أدعوك للعشاء
ربما، أغتالكِ كي لا يُصاب رجلاً آخر بحمى شفتيكِ.
في الطريق اليكِ لم أجد محطة قطار
لم أرَ سكّةً في الأفقِ
سمعتُ صفير ريح بين السنابل ودخان كثيف.
أيتها العاهرة والقديسة والطفلة المزركشة بذهب المعنى
على أعتاب تاريخكِ نحر الله غزالة وأهداكِ خاتمه
وأنتِ ملكة شربت السُّم وما هلكت ذكراكِ
أراكِ، ولا أراكِ
كالضباب على مرآة
خلفكِ وجهي الذي تلاشى
خلفكِ وجوهاً لا تُحصى
كالسّرّ تحت وسادتي
كالسر في دموع الرجال
أتباهى بجرحكِ
وكما خنتني
أخونك.. كما يفعل الشهداء.

محمد هالي:
كاترينا،
و الحكايات الطويلة..
أسرار تتحطم على الصخر،
يغسلها الموج بدموع مبهرة،
يبقى الفرح بعيدا،
يجلب الحزن كصوت النوارس الغاضب،
يتباعد المستحيل،
يقترب،،
و كاترينا تحيى،
و تموت
لحظة، بلحظة،
كباعوض يتعرض لمبيد،
كجوهر يبحث عن الود،
لن يجد سوى صواريخ تعج المكان،
تتطاير الشظايا،
تخبو الجثث،
و يبقى الشهداء..
لم يغتالهم الرحيل،
يذوبون،
يتحللون على مهل،
لا يئنون،
لا يصرخون،
مقتنعون بأتربة خالدة،
و دود يترعرع،
سمادا لتربة قادمة،
و كاترينا خالدة لحياة قادمة..!

عادل المتني:
هكذا اذا
يقتلع الموج الزبد من حنجرة البحر
أنت كما أخالك تراقب غضب النوارس
تغسل بالرمل ما تبقّى
على يديك من خطيئة القبيلة
من أين دخلت باب لغتي؟
كيف لعينيك الجميلتين أن ترى بشاعة غرقي
أنسلّ عبرك لزمن يشبه الوطن
علّني ألتحف هذياني
أو ربما، كلانا يشرب خمر الآخر
نلوذ بالدمع

محمد هالي:
حين يئن الوقت،
تزحف الذكريات في أفول السبات العميق،
حين كنا نلهو بلمعان الصدى،
نلوذ من جوف الحكي،
نتداول بساتين مقفرة،
و كاترينا الهاربة من بطش متواصل،
و نكتم صد البحر لضفدع ينقنق،
و سمك نحيل يختبئ،
فراشات تجر رحيقا يستحق الامتصاص،
نحلة تحاول صنع عسل،
طائر صامت يصد الشدو،
يداعب الريح في الهواء..
لم يعد يقوى على الطيران،
و كاترينا تحمل زادها الأخير،
تبكي،
تتساءل:
لماذا الصمت المبكي هناك،؟
لماذا الحلم يصنع الفزع؟
لماذا ذاك الصبي مختبئ؟
خائف؟
يصد كل الكلام؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سـماء الألـق في مرتقى العشق نبضي جاوز الألقٓ و جاز حد   حدود   العشق  منطلقا أنا الـسماء شعوري بالهوى   رفعت لـمن   أحب   غرام   نبضه   سمقا...