أَنْزَلَ اللَّيْلُ عَلَى قَلْبِي سِتَارَهُ
أَنْزَل رُوحَهُ المشتاقة فِي عِزِّ النَّهَارْ
رُبَ اشْتِيَاقٍ ..
و رُبَ سِتَّارْ ..!
قادني عَلَى صَدْرِكَ نَجْمَةً
وَقَعَتْ عَلَى جَمْرِ الدِّيَارْ
أَطْفَأَتْ أَقَاوِيلَ السَّاهِرينَ
و أَشْعَلَتْ بِي شَوْقًا جَبَّارْ
أهواك ؛ و لِمَ أَتَيْتَ؟
تَعْلَمُ أَنِّي مِنْ غَزْلِ اللَّيْل الحالك أَغَارْ
مِنْ الْقَمَرِ ، مِن السَّهَر ..
مِنْ عُيُونِ قَد تَغْشَّى طيفك ، فَأَنْهَارْ..!
يَا صَاحِبَ السُّنُون
يَا وَجَعِي و رَاحَتَي بِلَا قَرَارْ..!
وضعتك عَلَى الْمُقِلّ رمشًا مكتحِلاً
و الْعَبَرَاتُ فِي احْتِوَاءِ صُورَتِك مَالهَا اخْتِيَارْ
تَهطِّل فَرَحًا ،
تَهَطِّل انْتِظَارْ
تنصاع الدُّنْيَا لنعاسها سُلْطَان
و لَا يَنْصاع وَلَهِي إلَيْكَ ، سُلْطَانٌ أَمْكَرُ و جَبَّارْ
اِرْفَعْ عَنِّي سَطْوَة هَذَا الظَّلَام
مَا عُدتُ أَرَى فِي كَوْنِي غَيْر الْبِحَار و الْأَنْهَارْ
أُسَبّحُ فِي شَوْقِي بِهَا
علَّها تقودني إلَى مَرْفَأ جَبِينِكَ ؛ وِجْهَةً وَ مَنَارْ
تقتفي خُطَايَا السّابحةَ ..
بَعْضُ فراشاتٍ حالمةٍ و نَدى الْأَزْهَارْ
تُدَوِّنُ رَطْب الْهَوَى فِي مُهْجَتِي
و تَجْمَع شذى تغاريد الْعِشْق مِنْ الْيَمِينِ و مِنْ الْيَسَارْ
كُلِّي مُهَجٌ مدججةٌ..!؟
و يعتريني الْحنينُ و الهُدوء فِي لَحْظَةِ لِقَاء ، أحْتارْ
أَ أُسلِمُ بِيَدِي أَوْ بِالْقَوْل؟
أَو أَكْتفِي بِالصَّمْت حِين تَثُور عَلَيْك بِالْقُبُل الأَنْظَارْ
لِقَاءُنَا أُسْطورَةٌ
لَسْت عاشقة غرَّة ، أَعْرِف كَيْف أَعْصَف فِي آيَّارْ ..!؟
فأَنَا خَرِيفٌ مُحْتَرِق عَلَى قَارِعَةِ الشِّتَاء
و أَنَا الْفُصُول الْأَرْبَعَةُ بِلَا تَوَارِيخَ، بِلَا اعْتِبَارِْ
تزهرُ و تَمطِّرُ و تَحْتَرِقُ و تَغْرَقُ
هَلْ تَعْرِفُ كَيْف تغْرَقُ النَّارْ؟
هَلْ سَمِعْتَ عَنْ وَرَقَةٍ خَضْرَاءَ ..
تَنْتَظِرُ الرَّبِيع حَتَّى قَبْلَ مَوْعِدِه
و هل عرفت كَيْفَ تَزْهُو فرَاشة قرب النُّور بِجَنَاح صَغِير
كَيْف تَحْيَا فِي حضْنِ الاشْتِعَال نَارٌ و أَمْطَارْ
قَدْ يَغْلِبُ الْمَاءُ نَارِي و قَدْ يُغْلَبُ الْمَاءُ
عَلَى مُرْتَفَعَات الْأَقْدَارْ
و الْمُرْتَفعَاتُ لَهَا الْعَادِيَّاتُ تقهرها حِين تَعْلُوهَا بِافْتِخارْ
و الفَارِس تنخى لَه الْعَادِيَّاتُ
و منْ مِثْلِي بهواها ينخى لَهَا الفَارِسُ المغوارْ..!
فَلَا تتعجبْ ..
و تَأَهَّبْ حَبِيبِي ...تَأَهَّب ، لِلَّيْلٍ كَهَذَا فِي وَضَحِ النَّهَارْ
أَسرِقُكَ مَع أطياف الْأَحْلَام
مَجْنُونَةٌ بِمِقْدَار عُشُرٍ و لِلْعَقْل بِي جُنُونُ عَشْرَةِ أَعْشَارْ
لَا تَسْأَلْنِي لِمَ غَيَّرتُ انْعِكَاس الشَّمْسِ فِي عَيْنَيَّ
و عَبَّرْتُ لِلْقَمَر أَلْفَ مَدَارْ
عَلَى بُرْج الْجَدْيِّ و السَّرَطَان
أَنَا أَسَدٌُ تَلَبَّس رُوحَ عَشْتارْ
تَنَّزَل بِهَا إلَى قَاعِ الْمُحِيط
حَيْث مَكْمَن الْغَرَابَة و الْأَسْرَارْ
طفْتْ عَلَى سَطْحِهِ بَعْض تنهداتٍ مِنْ نَفَسِهَا الْمُضْنىَ
تَعَطَّر بِهَا الْكَوْن و سَكَنَ فِي إكبَارْ
مَا حِيلَة الْغَافِلِين عَنْ قُلُوبِهِمْ
إذَا طَافَ شَوْقِي بَاحِثًا عَنْكَ وَ مَشَطَ ملْيُون آرْ..؟
تَنَفَّسَت صُدُور العَاشِقَيْن قَبْلِي الصُّعَدَاء
حِينَ انْتَشَرَ عِطْرُ امْرَأَةٍ احتجزها عِشْقُكَ الطَّائِفِيُّ الطَّيَّارْ
فَرَقَتْ مِنْ بَعْضِ ولَهِهاَ عَلَى الدُّنْيَا
و ظَلَّت مُحْتَجَزَةً فِي قِنينتِها ، لَا هِيَ مِن السَّابِحَات و لَا هِيَ مِنْ الأطيارْ..!؟
تَقَاسَم الْكَوْن كُلُّه عُشُرَهَا
و لَك حَبيبُها ، . . .
تحتفظ بِعَشَرَةِ أَعْشَارٍ ... و أَعْشَارْ..!
عَشَرَةُ أَعْشَارْ .
مارياغازي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق