**وطني .. أرجوك لا تهجرني**
حينما تعانق شوقك
ترتعد فرائسك كمن يحتضر .. وتتألّم
وكأن إبرة تخز إصبعك وأنت ترقّع وطنا بمساحة ثوب بال
ولكنك تمنّي النفس بغدٍ أفضل ولا تبالي
تتألّم
ولا تتكلّم
تختنق الحروف في عنق الزجاجة
وتريد الطيران وأنت في الأصل دجاجة
وتعجز بجزالة مجازك عن البوح
وتعجز قصائدك المبتورة عن الولادة
إنه زمن العقم
الزهر ترمّل في فصل الخصب
والفراش ثبت دون حراك كالمسامير
والناس في انتظارك طوابير .. طوابير
وأوصدت محاريب العشق في وجه العذارى
وتشوّهت ملامح الوجوه في المرايا
واسودّ لون الخبز
حتى لون القمر اربدّ
وتسابقت النجوم نحو العتمة
آه يا زمني
كم حاربوك وأنت صائم
وأباحوا قتالك وأنت نائم
جعلوا سفنك فقاقيع زبد في بحر بلا قرار
وفصّلوا جبّتك بمقاس طفل في الخامسة
وحشروك فيها قسرا
واستثنوك من موائدهم قصرا
لتتوب عن الغناء
غزاتك يكرهون الغناء
ويكرهون مواويل العشق في المساء
سأرشدك إلى الخلاص
وأحرّر حروفك لتدكّ حصونهم
ويصبح القصيد رصاصة
تقتل داء غرورهم
بغمزة عين تأتيني النوارس مسبّحات
ويخطو الورد نحو الضفاف محتفلا
ويشرق الصبح في ثغري
أرتّب باقات الزهر المبعثرة على سجّاد طائر
ويزهر عمري
آه يا وطني
أتنفّسك شهيقا وزفيرا
وتحيا وشوما ساحرة في نبضي
فأنا أحيا لك وبك
ينقلب هرم الجبل لرؤياك
ويدمع الغيم بعد عسر للقياك
ويتمرّغ في عفن الذلّ كل من عاداك
وطني لا ترحل عن عيوني
أنا هنا .. مع قهوتي العاشقة
وحبيبتي الجافية
وكمّ الأصوات التي لم تعلن حبها السرمدي
ننتظر ابتسامة منك تعيد ترتيب الفوضى التي بداخلنا
عمقنا يعجّ بتخمة المآسي
فلنفرغه في حوض سمك جائع
ونحتفل تحت زينونة وارفة الظل .. ونغنّي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق