الجمعة، 1 سبتمبر 2023

"تقول الحكمة "ليس البكاء على النفس إن ماتت ولكن البكاء على التوبة إن فاتت". 
__
" يمكن الحديث هنا عن الخطا الذي يمكن تصحيحه أو الصفح فيه، ومنه الزلّات البسيطة. ومن الأخطاء ما يصعب اصلاحه، وهذا يدخل في باب ارتكاب المعاصي، وهي أنواع؛ مثل إدمان الخمر، عقوق الوالدين، قطع صلة الرّحم، الكذب، السرقة القتل العمد، الزنا، الرباء والنفاق." 

"إنّ العيب ليس أن نخطئ ولكن العيب أن نستمرّ في الخطأ وبالتالي لابدّ من التوبة بمراجعة النفس وتصفّح أخطائها بواسطة صور الذاكرة التي ترتسم أمام العين الباطنة فنتوقف عندها مستغفرين تائبين لتطهير الفؤاد والفكر وكذا الروح والابتعاد عن شبح الخطأ وموضع الزلات والدعاء والتوسّل الى الله عز وجل لعلّه يتقبل التوبة فيغفر الحوْبة. ولعلّ أجمل حكاية تتأكد فيها سماحه الدين الاسلام حين سأل أحد الصحابة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام قال عندما أخطئ وأتوب هل يغفر لي الله قال نعم يغفر.  قال لو عدت ثانية هل تكتب قال نعم تكتب ثم قال وإن استغفرت تكتب قال يغفر  فقال لا يمل الله من توبة عبد حتى يمل من الاستغفار.
 ففي قراءتنا لهذه الحكمة وبعد تمحص في ثنائيتها يمكن أن نطرح السؤال التالي، هل البكاء على الميت أم البكاء على التوبة بعد فوات أجلها؟.
_
" وهنا تكبر حسرة النفس وتتعاظم لوعتها  ويتأكّد خسرانها الأكبر، إذ أنّ البكاء لن ينفع النفس بعد نهاية حتمية خاسرة لم تُتوّج بالتوبة. عندها أين المفر من سقر، لأن النفس الأمارة بالسوء أوّاهة بل وتوّاقة إلى تلويث وجدان الشخص فيقبع في فلك الدجى ولا يخرج إلى النور.  لذلك على كلّ إنسان أن يطهّر نفسه من الخلل ويصحح أفكاره الوجودية لأننا لم نخلق عبثا بل نحن خلفاء في الأرض وهي رسالة من الله عز وجل أكرم بها الإنسان دون الملائكة وخير دليل سورة البقرة."
__
بقلم الأديب: نورالدين محمد نورالدين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سـماء الألـق في مرتقى العشق نبضي جاوز الألقٓ و جاز حد   حدود   العشق  منطلقا أنا الـسماء شعوري بالهوى   رفعت لـمن   أحب   غرام   نبضه   سمقا...