الأربعاء، 2 أغسطس 2023

سَفَرُ الأشعَارِ 
************* 
 
ذَاتِ يَوْمٍ قُال لِي : مَارَأيكْ أنْ نَلْتَقِي 
لِيَوْمٍ وَاحِدٍ فَقَطْ 
يَاسيّدَ الْغِيَابِ إنَّ الْفِرَاقَ كَتِبَ عَلَيْنَا 
قَبْلَ اللِّقَاءِ ، وَلَمْ يتبقَّ سُوى أحْلَامنَا التَّائِهِة . 
فِي زَحْمَة الْحَيَاةِ 
يُحَاصِرُنَا الْمَوْتُ وَأحْكَامُ الْقَدَرِ ، 
وَالْهَجْرُ عَلَيْنَا انْتَصَرَ ، 
لَا أرْضَ تَحْمِلُنَا وَلَا تَنْبُتُ أزْهَارَنَا فِي الصَّخْرِ ، 
يَاسِيدِي تَلَاشَتْ خُطُوَاتُنَا وَبَعُدَتِ أسْفَارَنَا ، 
وَتبعَثَرَت الطُّرُقُ ، وَضَاعَتْ بِنَا الدُّرُوبُ 
وَتَنَاثَرَ فِيهَا عُمْرُنَا كَحَبَّاتِ الْمَطَرِ ، 
سَرَى الْغِيَابُ عَلَى أوتَارَ قَلْبِي الْموجوعة ، 
وَالْيَأْسُ عَسْكَر فِي مُدُنِ هَائِمِة 
تَغْزُو جُيُوش الِأشْوَاقِ 
لِتُعْلَنَ حَرْبا فِي زَمَنِ الْحُرُوبِ 
لَاسِيفٌ فِي مَعْرَكَتِي وَلَا خِنْجَر ، 
وَالْحَنِينُ يُحَاصِرُنِي وَانَا الْخَاسِرُ الِأكِبُرُ . . . ! ! 
 
يَاسِيدِي رَمَيْتُ سَهْمَكَ فَتَغَلْغَلَ دَاخِلَ أعْمَاقِي 
بَاتَ مُتْعِبًا مِنْ شِدَّةِ الْأُلم . . . 
 
أحْرَقَتْ جَمِيعَ مَاسَطَرَتْ 
دُمُوعَي الْمُتَجَمِّرَة وَدَفَاتِرِي 
انْتَظِرَت بُزُوغَ الْفَجْرِ لَألْمَلْمِ 
أجْزَائِي الْمُتَنَاثِرُة ؛ لِأتَرْجُمَ وَاقِعَ أفْكَارِي ، 
يَاسِيدِي مَازَالَ قَلَمِي يُنْبِضُ بَاحِثًا عَنْكَ 
فِي وَسَطِ الإعْصَارٍ ، 
ايْقَنْتُ يَاسِيدِي . دَرْسًا تَعَلَّمْتُ مِنْكَ 
أنْ أجْمَل مَافِي الْغَرَامِ أنْ يَكُونَ 
عَنْ قِنَاعِةٍ وَاقْتِنَاعُ ذَلِكَ هُوَ الْحُبُّ الْحَقِيقِيُّ . . . 
 
وَأدْرَكَتُ أنْ الأمْنِياتِ تَتَسَاقَطُ صَفْحُةً تَتْلُو صَفْحَةً فِي مَهَبِّ الرِّيحِ . . . ! ! ! 
 
يَاسِيدِي كُلِّ الَأيَامِ وَالشُّهُورِ 
تَجَاوَزَتْ عَلَى ضِفَافِي ؛ 
رِفْقًا بِي فَأنَا أبْحَر ضِدَّ الْيَتَارْ ، 
تُضطرَمُ الأشْوَاقُ ؛ لِتُوقَدَ فِينَا ظُنُونَا هَاوِية . . . ! ! 
 
قَدْ سَافَرْتُ أشْعَارِي إلْيْكَ ؛ لِتلغي الْمَسَافَاتُ ، 
وَتُرْسُمُ جُسُورٌ للعَابِرِينَ . . . ! ! 
 
يَاسِيدُ الأقْدَارِ شُكْرًا مِنَ أعْمَاقِي 
عَلَى سِنِينَ حُبْكَ ، مَابَينَ خَرِيفٍ وَشِتَاءٍ 
وَغُيُومٍ وَمَطَرٍ وَرِيحٍ وَإعِصَارٍ . . . 
عُذْرًا عَلَى دُمُوعِي الجَارِيَات فِي مَوَاسِمِ 
سَهْرِي الطَّوِيلِ . . . 
 
عُذْرًا عَلَى الْحُزْنِ الْعَمِيقِ ، 
عُذْرًا مَاعَادَ الصَّبْرِ فِي قَلْبِي 
وَقَدْ تَعَرَّجَ جَمِيعُ أوَرْدَتِي 
وَخَابَ سُؤْءَ ظَنِّي فيمَنْ كُنْتُ بِهِمُ أَرْغَب ، وعقدتُ عَلَيْهِم الآمالَ . . . 
 
اسماء جمعه الطائي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سـماء الألـق في مرتقى العشق نبضي جاوز الألقٓ و جاز حد   حدود   العشق  منطلقا أنا الـسماء شعوري بالهوى   رفعت لـمن   أحب   غرام   نبضه   سمقا...