------------------
كُوني كماءٍ فوقَ سَفحٍ عالِ
فَمَصيرُكِ تَنحَدِري لِرِمالي
كوني سَحاباً إنَّني أرقُبُكِ
حَتى تكوني هَدفاً لِنِصالي
كوني خَيالاً مُستَحيلاً وَٱهرُبي
فَسَتَتْبَعيني مِثلَما خَيَالي
كوني دُخاناً وٱصعَدي نَحوَ السَّمَا
لا بُدَّ يَوماً يَسقُطُ المُتَعَالي
كوني كريحٍ في شِراعٍ وَٱسلُكي
بَحرَ الوَدَاعِ بِهِمَّةِ التِّرحَالِ
لا تَرتَجي مِنِّي وِصَالاً بَعدَها
فَالَّلازماتُ الغُرُّ مِن أفعَالي
وَ فَتِّشي الآفاقَ طُرَّاً وَٱلدُّنا
تاللهِ لن تَجِدي أحداً بِخِصَالي
فَأنَا الذي آوَيتُكِ حِينَ النَّوَى
عَمَّنْ جَفَاكِ بِنِيَّةِ الإذلَالِ
عَرْشَاً تَرَبَّعْتِي عَلَى نَبَضَاتِهِ
قَلبِي وَصِرتِي مَرتَعَاً لِخَيَالي
هَذا مقامُكِ في غَرامي وَ ٱلهَوَى
كَيفَ السَّبيلُ وَ نَهجُكِ ٱسْتِغْفَالِي
مَدَّتْ جُذوري نَحوَ تُربِكِ وَصلَهَا
وَ تَعَمَّدتْ أشعَارُكِ ٱستِئصَالي
كُوني كَمَا كانَ وَ كُوني مِثلَهُ
وَ تَلَوَّني حَرباءَ فِي ٱلأدغَالِ
فَلِأيِّ ذَنبٍ تَهجُرينَ دَمَاثَتي
هَيَّا أَجِيبي لَو فَهِمتِ سُؤالي
_________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق