( حُبُّ العُمر )
يَا حُبَّ العُمَرِ الأوحَد
مَن أَدخَلَكَ النَّفَقَ الأَبعَد ؟
هَذَا عُصفُورٌ أمسَى مَطيُورًا
فِي قَفَصٍ مِن ذَهَبٍ
يَتَقَلَّبُ فِي كَمَدٍ مَكسُورًا
تُسقِيهِ الشَّوقَ سَخِينًا
قَد طَارَ بِفَنِّكَ مَذهُولًا
وغُصُونُ فُنُونِكَ مَسجُونَة
تَحسَبُهُ بِيَقِينِكَ مَسحُوبًا
يَتَفَرفَرُ كَالجَرحَى مَحصُورًا
يَتَقَرقَرُ مَقهُورًا وَحَسُورًا
يَتَمَلمَلُ مَصدُومًا فَتُغَطِّيهِ
تَضمُدُهُ ضَمدًا .. ضَمدًا مَبهُورًا
تَخفُضُهُ بِجَنَاحَيهِ .. خَفضًا مَيسُورًا
تَحفَظُهُ بِذِرَاعَيهِ .. حِفظًا مَعلُومًا
وَجَنَاحُكَ فِي أَلَقٍ يَتَهَدهَد
سَيَمُرُّ عَلَى الأَحدَاثِ فَتُعطِيهِ
يَتَعَلَّقُ بَينَ الأَشوَاكِ المُرَّة
يَهوِي تَجذِبُهُ الأسلَاكُ مِنَ الصُّرَّة
عُصفُورُكَ يَنجُو مِن شَبَكِ الدُّرَّة
واليَاقُوتَةُ حَتمًا ضُرَّة .....
مَا زِلْتَ تعنِّفُهُ .. رَصدًا رَصدًا
وَتُقَطِّعُهُ إربًا إربًا
وَتُمَرِّعُهُ حَتفًا حَتفًا
وتُمَزِّعُهُ جُزءًا جُزءًا
مَا زَالَتْ أركَانِي .. سَتؤَرِّقَهُ
قَدْ فَاضَ السَّيلُُ وأغرَقَنِي
فَمَقَتُّ رُفَاتِي والحَبسَ الزَّائِف
طَيرِي يَتَصَبَّبُ مِن عَرَقٍ زَائِل
وعُهُودُ الأَسرِ تُعرقِلُنِي
وتقيِّدُهُ شَهقًا زَفْرًا
وتُفَنِّدُهُ مَكلُومًا فِي وَلَهٍ
وَتُحِّدِّثُهُ رَسمًا .. بِقُلَيمٍ يَزوِيهِ
شَغَفٌ سَيُلَاحِقَهُ دَومًا
هَمسٌ بِقَصِيدٍ يَروِيهِ
نُطقٌ أَو صَمتٌ يَأوِيهِ
تُرهِقُنِي أنتَ لِكَي تَغنَى
تُسعِفُنِي أنتَ لِكَي تَبقَى
تُنعِسُنِي أنتَ لِكَي تَسهَر
تُنعِشُنِي أنتَ لِكَي تَزهَى
أسوَارُكَ جِيدِي وَوَجِيدِي
بَاتَت ثَكْلَى لَا تَهْجُونِي..
يَالَيتَكَ تَقرَعُنِي فَزِعًا
تَمنَحُني عِتقًا بَردًا ولِيُونَةَ جَانِب
وسَلَامًا وسُخُونَةَ عَاتِب
يَا عُصفُورِي يَكفِي..
مَا يَلقَى مِنكَ وَرِيدِي ..
هَذَا الشِّريَانُ النَّابِضُ فِيكَ وَقودِي
هَذَا الطُّغيَانُ الرَّاشِقُ فِيكَ وَقِيدِي
هَذَا الأسدُ الجَائِعُ فِيكَ مَصِيرِي
وعُيُونِي لَا تُبصِرُ إلَّا إِيَّاكَ خَصِيمِي.
...........................................
معروف صلاح أحمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق