السبت، 15 يوليو 2023

أريد أن أرجع 
للوراء

أريد 
أن أكون كالفراشة 
أطير بين الزهور البيض
و الحمر و الصفراء

و أن أبتسم مثل  
الملائكة
في الخجلِ و الحياء

أريد أن أحيا 
بذاكرتي
و أركض بين شوارع 
طفولتي
و أرسم قمراً و ضياء

أريد أن أفرط بحماسي
الدفين هناك  
و ألعب مع أولاد الجيران
 بالطين و الماء

أريد  
أن أعيد لهذا الروح
حياته القديمة
أريد فرحة عيدي بلمة
الأهل و الأقارب
أريد لحظات البرائة مع  
الأصدقاء

أريد أن أتنفس قليلاً
من نقاء الهواء و أن
أستمتع
و أكون من البشر
السعداء 

حيث لا ضجرٌ يغتالني
و لا سيفٌ طاعن ينزفني
بالبلاء

لا شبحٌ يحَملني ثقلٌ
تهلك ظهري
حيث لا أنكسر و 
أشيخ 
من وجع التعب و كل
هذا العناء

أريد قليلٌ من رحمة  
السماء و بشرها
أريد جسد الحلم  
يسكنني 
و قبلة طويلة من أجمل 
النساء

لا أريد رائحة الموت 
و خيم العزاء
لا أريد النوح على طريق
الوداع و البكاء

أريد فجراً مشرق
بالفرح
و صباحاً خاليٌ من الإنكسار
و الهزبمة  
بأرض الفناء

أريد ألف راحة من نافذة
القدر  
و وروداً تزين دربي  
بعطرها
و نوراً و سناء 

أريد  
أن أجلس تحت ظل  
الزيتون  
و أن أشرب كأس الشاي
الساخن براحة 
البال  
و أن أشبع من نهر 
النسيان 
و أسكن بكل تعبي  
دار الصفاء
 
أريد أن أرضى بأحوالي
و أهدء
و أن أهرب من وجع 
الحياة  
و من لعنة و حقد 
الأشقياء

أريد وطنً من الحب  
بصحوة الضمير  
وطنٌ من الأحلام و  
العصافير
الحالمين بالشمس
كما أريد أنا أنام بحضن  
الليالي
بكامل الخلاء

و أن أكتب شعراً  
جميل
بأجمل الكلمات الحب و  
السعادة 
كباقي الشعراء

فأنا أحتاج أن أنفض
من على الوحي 
غبار اليأس و التحجر
كي أنقذ نفسي من  
رسوب
السقوط و الإغماء

فهذا الفراغ الذي بجسدي
يقتلني حجراً
فأشعر دائماً بأن كل  
الأشياء
هي أشياءٍ جرباء

فالليل يسرقني من  
النهار
و كل أحبابي هم مجرد  
زوار  
فكم أريد أن أرجع
للوراء
  
لأنسى ألم الوجود 
بديارٍ  
سكانها باتوا كلهم 
غرباء

أريد أن أبقى كالبحر  
أحضن أمواجي 
و أدفن بأعماقي كل الصور
القديمة
و أكتب بروية عن  
الراحلين
بمسودتي و ذكرياتي  
أريد فقط إبتسامة  
صغيرة
من وهم البقاء

فكفى لهذا الكفر 
و لتلك العقول الغبية
البلهاء

فأنا أريد من السنين   
صورة أمي  
في صغري و ضحكتها
الطيبة
و صورة أبي المبتسم
بباب البيت
و تبغه و قداحته و المسبحة
السوداء برائحته
أريد زمن الأوفياء 
أريد زمن الشرفاء 

بقعة صغيرة فقط
بهذا الكوكب  
أريدها مكاناً للإنتماء

كما أريد من القصيدة 
الخاتمة الكريمة
و عنواناً يليق بمفرداتي  
الحزينة بطولها
أريد من هذا الظلم الكبير  
الإنتهاء

كم و كم و كم
أريد أن نكف عن الركض  
مسرعين بالحرام   
كزحمة الحمير بدرب 
الغباء

أريد ان أرجع لألف  
وراء 
لزمن الطيبِ و الأنقياء

مصطفى محمد كبار 
حلب سوريا ٢٠٢٣/٧/١١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سـماء الألـق في مرتقى العشق نبضي جاوز الألقٓ و جاز حد   حدود   العشق  منطلقا أنا الـسماء شعوري بالهوى   رفعت لـمن   أحب   غرام   نبضه   سمقا...