الأحد، 16 يوليو 2023

كفى يا دنيا

وكأن حياتي هي عاصمة الأحزان بمرها
فأشكو البقاء بلعنة القيود في مستعمرة

و كأنني أعيش العمر بأرض الشياطين
دخانٌ و سواد أرى كل الأشياء مدمرة

كفى يا دنيا ترهقيني بالأسى و جمرة
مالكِ تسحقين قلوبنا وجعاً و قهرا

مالكِ لا تكتفين من كسرنا و العمر مالهُ
يحملنا ألماً و لا يأخذُ من الموتِ عبرة

فقد مالَ جدارنا و سقط بذل الوقت
مالكِ تجرحين و تعيدينَ بجرحنا الكَرا

أفلا تسريحين من قتلنا قليلاً و تهدئي
فالعينُ دامعٌ و القلبُ قد نفذَ منهُ صبره

فأدنو هلاكً بحد السيفِ و أحلمُ لو  
كان لهذا الجرح ثوب النجاة لو لمرة

هي الحياةُ لم تقبلنا بديارها لنحيا بها
وكأننا كفرٌ بطيبُ الملائكة و هي الكفرة

و هذا الطعنُ متى سينتهي ذبحهُ فينا
كربٌ قد رمى بنا لعشق الترابِ و حفرة

العمرُ و قد سهى بحزنهِ باكياً و تنحى
كالريح قد بعثرَ دروبي الحزينة بعثرة

و ذاكَ الزمانُ هل يخجلُ بيوم موتي
أم كحالُ الأقدارِ قلبهُ قاسي كصخرة

كلُ السنينِ أثقلتني بحملها و أوجعتني 
و كم أشقى دهري بقتلي و نالني غدره

يا دنيا لكِ هذا الجسدُ المقتول و هذا
الجرح و لي بدربُ الموتِ دمعٌ و كسرة

أمشي منهزمٌ بجروح الأيامِ وحالي تعَبٌ
فهنا طعنٌ و رفس ومن هنا لَكمٌ و نعرة

و كأنني بين الندبِ أسلو بوجه الآلام
 كورق الخريفِ أسقطُ من أعلى الشجرة

فكم الخيباتُ تحملني لديارها و تعصرني
وجعُ بالعمر و الأيام تمر بنارها مستنفرة

مالكِ تجرينَ بنعوشنا و تهلكين توابيتنا 
بأرواحنا المقتولة فهل ندمتِ معتذرة

أم إنكِ مثلُ الجحيم تحرقُ بضحاياها
و تمضي بقتل الأحلامِ و هي متكبرة

فإقطعي بجسدي كما شئتِ و أرهقيني  
مالي بهذا العمر الذليل كلهُ أرقٌ و حسرة

ماذا تنتظرين يا دنيا أشبعيني طعناً و
اذبحيني كضحية العيد بذبحها مجبرة

و إذا متُ قهراً كالحجر يادنيا إعلمي من
بعدي كلُ الأشياء ستنقلبُ إلى مسخرة

 دروبُ النجاةِ خلف المدى لما لا نبصرها
و لما فقط دروبنا للجروحِ هي مختصرة

يا لهذا الكرم من رحمة السماء و عرشها
كم دارتْ للظالمين و معنا دامتْ مقصرة

أين عدالتكِ يا دنيا حين يعصرنا الموت
وجعاً و يهدُ بأجسادنا المشلولةِ المخدرة

فإكتبي لعنتنا بجدار الليل كآخر الوصية
بأننا أموتٌ و أجسادنا هي مجردُ مقبرة

فهاتِ ياأيتها السماء أكثرِ من كأسكِ المر  
فكلُ أرواحنا من شركِ قد باتتْ منتحرة

و إرقصي كالغراب بموتنا و هللي فرحاً
قولي بأنكِ بموتنا فقط تكونين منتصرة

قد خسرنا معكِ كل شيء و تهنا كالغبار
وكل القلوب علينا مثلكِ صارت متحجرة

مصطفى محمد كبار 
حلب سوريا ...... 23\10\2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سـماء الألـق في مرتقى العشق نبضي جاوز الألقٓ و جاز حد   حدود   العشق  منطلقا أنا الـسماء شعوري بالهوى   رفعت لـمن   أحب   غرام   نبضه   سمقا...