كنتُ أظنُّ أباكِ نجاراً
لأنني ..
كنتُ استمتعُ بجمال و حِرفيةِ
أبوابكم المزخرفةِ
الموصَدة ....
... بقيتُ سنواتٍ أطاردُ وجهكِ
كمطاردةِ الغيمِ للقمر
وعند المساءِ ..
أعانقُ البابَ ...
اتلمّسهُ مغمضَ العينين
أداعبهُ ببصيرةِ الأعمى
لأستحضِركِ
من رائحةِ الجوز ِ و الصّندل
أبوابكم المغلقةُ ...
فتحتْ ليَ عشراتِ الأبواب ..
و شرّعتْ كلَّ النوافذ ...
شاهدتُ مناظرَ لم أرها ...
ولم أعلم سحرها و جمالها
مشيتُ كلَ الدروبِ ألاحقُ عبيركِ ...
... وأخيراً عرفتُ ...
انَّ أباكِ
كان إسكافياً ...
صنعَ لكِ نعالاً من الخيال ...
فألبستنيها ...
و سِرتُ خلفكِ متلهفاً ...
أتلمّسُ كلَّ خطواتك ..
سحراً وجمالاً ..
طوبى لكِ فصرتِ أنتِ الخطوةُ
وهنيئاً لي ...
فقد صرتُ صانعَ العطور
و أصبحتُ خبيراً
و قصّاصَ أثر ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق