الخميس، 22 يونيو 2023

( ابنةُ الإسكافي )

كنتُ أظنُّ أباكِ نجاراً
 لأنني .. 
كنتُ استمتعُ بجمال و حِرفيةِ
أبوابكم المزخرفةِ
الموصَدة .... 

... بقيتُ سنواتٍ أطاردُ وجهكِ
كمطاردةِ الغيمِ للقمر
 وعند المساءِ .. 
أعانقُ البابَ ...
اتلمّسهُ مغمضَ العينين
أداعبهُ ببصيرةِ الأعمى
لأستحضِركِ 
من رائحةِ الجوز ِ و الصّندل 

أبوابكم المغلقةُ ...
فتحتْ ليَ عشراتِ الأبواب .. 
و شرّعتْ كلَّ النوافذ ... 
شاهدتُ مناظرَ لم أرها ...
ولم أعلم سحرها و جمالها

مشيتُ كلَ الدروبِ ألاحقُ عبيركِ ...
... وأخيراً عرفتُ ...
انَّ أباكِ
كان إسكافياً ... 
صنعَ لكِ نعالاً من الخيال ...
فألبستنيها ... 
و سِرتُ خلفكِ متلهفاً ...
أتلمّسُ كلَّ خطواتك ..
 سحراً وجمالاً ..

طوبى لكِ فصرتِ أنتِ الخطوةُ
وهنيئاً لي ...
فقد صرتُ صانعَ العطور
و أصبحتُ خبيراً
 و قصّاصَ أثر ...

وسام الحرفوش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سـماء الألـق في مرتقى العشق نبضي جاوز الألقٓ و جاز حد   حدود   العشق  منطلقا أنا الـسماء شعوري بالهوى   رفعت لـمن   أحب   غرام   نبضه   سمقا...