بك تحيا النفوس
بقلم مصطفى سبته
تحيا النفوس وفي أجسادها سقمٌ
والوردُ يعبق والأغصانُ تُحتضرُ!
والحُرّ يشمخُ والأشواقُ جارفةٌ
والروحُ ذائبةٌ والقلبُ يسْتعرُ
ويحفظ الذهب الإبريز قيمته
وهْو المُصلّى على النيران ينصهر
قالوا الدواءُ لداءِ الحُزْن عندَهمُ
وجْهُ المليحةِ والغدران والشجرُ
أما لديَّ فإن الحزن تذهبه
روحُ الحبيبِ بها الأحزانُ تنتحرُ!!
فيما مضى كانتِ الآهاتُ تخنقني
والدمعُ يجرحُ خدّي حين ينهمرُ
وأشتكي وحشتي والليلُ يفزعني
والنجمُ يسخرُ منْ شكواي والسحرُ
حتى شربتُ سموَّ الحُبّ وانتعشتْ
روحي بروحكِ لمّا أنصفَ القدَرُ
أيقنتُ أنّي أسأتُ الظنَّ في شجَنٍ
يهفو إليكِ وإني اليومَ أعتذرُ
مادام السهدِطيفٌ منك يحْضنني
فحبذا الليلُ والتسهيدُ والسَّهرُ
وإنْ قسا الدهرُ أيامًا وعاندني
فالصخرُ قاسٍ ومنهُ الماءُ ينفجرُ
والبحرُ يُخشى إذا تغشاهُ عاصفةٌ
موجٌ يهابُ وفي أحشائه الدررُ
رقَّ الزمانُ لقلبي حين جادَ لهُ
بمن ظللتُ طوال العمر أنتظرُ
إني أنَخْتُ لديك اليومَ راحلتي
طابَ المُقامُ لروحي وانتهى السفرُ
عيناكِ لي وطنٌ خداك لي فننٌ
والحضنُ لي سكنٌ إنْ مسَّني الضررُ
نتِ النجومُ وأنتِ الشمسُ والقمرُ
أنت الفضاءُ وأنت الغيمُ والمطرُ
أنت الصباحُ به الأنسامُ عابقةٌ
أنت الخمائلُ أنت الطيرُ والزهرُ
أنت الأحاسيسُ والأشجانُ أجمعُها
أنت الفؤادُ وأنت السمعُ والبصرُ
أنت الفضيلةُ في أسمى ملامحها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق