قمر
زارت مسائي بحالك ظلمة قمر
ففر من نورها الديجور منكسر
طلائع النور. لما وجهها سفرت
مواكب من دلال الحسن تنتشر
على ضواحي شعوري من مشارقها
صبح غدا ضوءه متألق نضر
لي نادمت بفتون كلما نظرت
له عيوني أغض لطرفي البصر
أخشى له الخطف من أشعاع لؤلؤة
بريقها لامع من ألمع الدرر
كأن في وجهها قمرين أشهدهم
من مشرقين طلوع شاءه القدر
و إن رمت من عيون سهم نظرتها
أصابة الروح لم يخطأ لها وتر
شدته بالنبل من قوسي حاجبها
متى تقوس تشعر روحك الخطر
شعر مسال على الأكتاف منسدل
من السواد يطيب بليله السمر
و من جدائلها فوق النهود رمت
ظفائر كغصون تحمل الثمر
ترى جنائن تفاح بها نضجت
حصادها بليالي العشق ينتظر
و الثغر زهرة رمان به انفتحت
تغري عصافير شوقي فيه منتقر
به رحيق لعاب حين ترشفه
يبري سقامك من هم ومن كدر
عانقتها بشعور العشق فانتشرت
أنوثة سيلها من سفح منحدر
جرت بشريان عشقي نشوة و جرى
عشقي على صدرها والثغر بالوفر
و حلقت في شعوري طيف أجنحة
كأنما قزح فيها لها المقر
أزيحه و تزيح الشوق من كبدي
و في يدي يدها شبكت فلا مفر
فيها بقيت و بي ظلت و بي و بها
للعشق ثورة عشق ضده الضجر
كون الهوى فاح من أشذى روائحه
نفح الهيام لنا جو الهوى العطر
مشاعري في ظروف العشق منشغل
به هواها و فيه لروحها خبر
أنباء عشقي بأحضان لها غرقت
أنفاسه كل عمق فيه منتشر
آهات عشق جنون في مسامعه
شعورنا اللاهث المشتاق من سقر
زفرات وجد حنين بالجوى انفلتت
تسير أرتال أفواج فيما بيننا زمر
دروب عشق لها شقت على شغف
حتى حلا في عناق غرامنا الصبر
بقلم
أحمد الشرفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق