لا تطرق الروح
لا تَطْرُقِ الروح
فقد انزوت بغربتها
حتى غدت
ملبدة بمحضِ افتراءات
نَفَثَ المكلومُ ضيمه
و زفر آخر أنفاسه
اقتص من مشاعره
بكثير من الشهقات
فلسع نار فؤاده
على ضفاف عمره التائه
وطوافه بقُداس شوقه
أفقده تمرد الإياب
تمرغ في أزقة الهوامش
وبكثير من الآهات
أَرَّخَ ماضِ سنينه بحبها
حتى احتطبَ أغصان الوَجدِ
لطقوس وثنها العتيد
مجنونة غدت عتمته
فقد ذُبِحَ كبش حلمه
على أعتاب
مفترق طريق
و أفولِ الأمنيات
تعب الموهوم
وشابَت ذوائبه
ذاك المأسور ببئر سراب الوشايات
تراكضت كلمات الترجي
نحو هاوية انتفاضات
فقد أوهن الفراق عظمه
ورغبة الجذب
بدت ببعد سديم سماوات
تاه الرجل غرس الخفقات
بأديم تراب بورٍ
لم يحصد إلا الحسرات
فقريض اسمها
تفلت وسط الزحام
وهذيان جحود بوصلته
تاه المسكين
فهي نقضت مواثيق العهود
ذابَ بوهمِ الذكريات
يا لِوصفات النسيان
أبداً٠٠٠لم تُقِلِ العثرات
أبداً٠٠٠ لم تسعف ذاك العاشق الموهوم
جَرَّدَ فاهَهُ
ضج بمناداتها
فهي أَثْكَلَتْ بِكْر فراغ طيوفه
حتى انزوى مدحوراً في الفلوات
تبنى كومةً مِنَ الأشباهِ
غَرِقَ في بحر الغموض
وفوضى تفتق خطايا الفراق
فجوع اللهفات
تجلت بريشة حرفهِ المجنون
عَرَّجَ مسحاً
على عروقهِ النازفات
فحبها بظنه
كان دوماً يجُبُّ ما قَبْلَهُ
هيهات هيهات
فقد مات الشوق حتفَ أنفهِ
إنسلخ الرجل
ملء المدى من ذاتهِ
مرَّ سريعـاً
عبر بلـور الذكريات
فقد قتلته بدم بارد
كسرت عكاز حسن نواياه
أفاضت لسعيه وطوافه العثرات
دفعته بقسوة
لحافة تعويذة
فعشقها كان كالزجاج
سرعان ما تناثر و تهشم
هَشٌ
مُلِأ بالوان العذابات
حتى راحلته أصابها الضياع
سقط مضرجاً بعطشه المحتوم
تمرغ الملح في حلقه
جَرَّحَ البحات
وفي لحظة مصارحة لذاته
جَمَّعَ حوله الأمنياتِ المكذوبة
نبذ بقايا ثمل الهذيان بها
أحرق وطمس الندوبات
وكثيرٍ من سحائبِ
وهمِ السنوات
بقلم
بدر البدراني الموسوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق