مجلة ياسمينتي الادبية

بقلم آدم ..

حواءُ .. 

لأجلك تركتُ النعيمَ

وكسرتُ أسوارَ جنتي

و رحلتُ هارباً إليك

من الخلود ..

بتفاحةٍ .. كانت جوازَ سفري

و كنتِ أنتِ قبلتي ومنفايَ

وسدرةَ المنتهى ..

أصطلي نارَ العناق لأكتوي

.. و أشتهي قبلةَ العنّاب

أسافرُ في بهيم ليلكِ الغجري

تائهاً في سديم عينيك

أرتشف كحلكِ القرمزيّ

لأروي به ازاهيرَ الرياض

في خدٍيك ..

ألملمُ أحلامَ البدايات . 

و ألعب بخيوطِ الريح و القدر

أداعب أوتارك بأهازيج بدائية

و أعزفُ حب البشرية 

بنغماتِ شبّابتي ..

فدعيني أعزفك لحناً

و أراقصك خمراً

و أتقمّصك عشقاً ..

فلا تثنيني عن بوحي

فقد سئمتُ الكلماتِ

ونسيتُ الحروفَ

وهجرتُ جميعَ اللغاتِ ..

لم يعد يعنيني بهرج المدنية

و الفن و قصائد الشعر الملحمية

فقد ابتذلناها منذ آلاف السنين

حتى مللنا الحضارة

وبرزخ الابتذال .. 

دعيني حواءُ ..

 أعيد تصويرَ الحقيقة

بأبجديتي الأولى ..

فإنسانيتي هنا ..

من ضلعي خرجتِ

و من رحم أنفاسكِ ولدتُ

وبين ذراعيك نشأتُ

ومن أجلك كفرتُ

و لُعِنتُ .. و طُرِدتُ

وعلى صدرك  .. حواءُ

اشتهي أن تكون

الخاتمة ..

وسام الحرفوش