( هِيَ وأَنَا )
قلتُ لهَا مِرارًا وتِكرارَا
ومَا زادَهَا قَولِي إلَّا تَبَارَا
وأخبرتُهَا رِدحًا ومَليًّا
وصُبحًا وعَشيًّا ودنوًّا وقصيَّا
عن المَزارِ وسِحرِ القلمِ الحَزِين
عن الفُؤادِ وسِرِّ الكتابةِ الدَّفِين
عن صرخةِ المَزارِ والفِرَارِ
وكسرِ الجِرَارِ والتقوِيم
وما أشعرُ بهِ عِندَ خَفقَةِ الحَنِين
يَا أنتِ يا صاحبةَ رَوعَةِ اليَقِين
يَا ( رَوحٌ وريحَانٌ وجنَّةُ نَعِيم )
لماذا لا تكتبينَ عن الحبِّ والدِّين
وخطُّكِ البَائنُ مائِزٌ فِي القَصِيد
واضحٌ وبائنٌ فِي الأثِير ؟؟
قالت : يا الذي أنتَ أنا
أنا لا أغتالُ نبضَ الحُرُوف
ولا أحسِنُ النظمَ علَى الشِّفَافِ
وعلى الرِّقَاعِ وتِترَاتِ الشِّغَاف والنُّسُور
لا أحسنُ النقشَ علَى الجِدَارِ والقُشُورِ
والسُّقُوفِ وثُقُوبِ الشُّقُوق والبَللُّور
إلا لكَ وبكَ وعنكَ ومعكَ السُّطُور
إذا أهدَيتنِي الطائراتِ والمدَافعَ
والمجَانِيقَ والصوَارِيخ والقِندِيل
والفرشَاةَ والألوَانَ وقنِّينَةَ العَبِير
ومدينةَ التعابِير وقلعةَ التفَانِين
وقلتَ لي : خذهَا واحدًا بَعدَ الآخر
فعنكَ سَيكتُبونَ ومنكَ سَيتشَكَلُون
ولكَ سيتكَونُونَ ويكُونونَ بالمِرصَادِ
كالمُستٕجِير من الرَّمضَاءِ بِالهجير
فَيَدُّكُونَ جَبهَةَ اللقاءِ المُجهَدِ المُثِير
يا حبيبَةَ قلبِي المِسكِينِ المُستَكِين
ستلهثُ أسُودُ حِبري عِندَ العَرِين
ودفاترُ الأشعَارِ ثكلَى فِي الغَرين
بينَ أنامِلِي تَمِيل
فمَا سَنُنشِدُهُ ثَقِيلٌ ثَقِيل
هذا حرفِي البَاكي السَّاكنُ رمزًا
أصُوغُهُ وأضوعُه بينَ حنانيكِ
وفي الضلوعِ وعلَى الجَبِين
رؤومًا حَنُونًا خَنوعًا بِدمعٍ رحِيم
بداخلهِ سيلّ وأخطبوط
وجرمُ خُيوطِ عَنكبُوت
وركنُ زِلزالٍ مَهيبٍ ومَلكُوت
و بُركانُ انفجَارِ ثَورةٍ عَارِمَة
بسيفِ زيفِ رقةٍ وسهومٍ نَاعِمَة
يَا رَفِيقِي :
كَم أعشقُ هذَا السُّكُوت
كَم أبحرتُ في هذَا السُّكُون
فَكُنْ لِي مُنيبًا أكنْ لَكَ حبيبًا...
-----------------------------------
معروف صلاح أحمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق