--------------------
فتحتُ دفتري،
لأنظرَ ما أكتبُ لها مِن قَدَري،
فهي بعيدة المدى،
حديثة الهدى،
شديدة الملاحظة،
عيونها جاحظة،
تعي ما بين السطور،
تعلم ما يدور،
لذا وجب عليَّ الحذرُ من فطنتها،
وتجنب فتنتها،
فكتبتُ لها:
إعلمي يا روحَ بدني التي لولاكِ لكان جثةً بلا حِراك،
مهاجراً الى الهلاك،
حقيقةً بلا مِلاك،
فرُدّي له روحه،
وساعِديه على تخطي جروحه،
وأنهي معاناتِه ونوحه،
ليستقرَّ في الجِنان،
ويستشعرَ الأمان،
بشيءٍ من الإطمئنان.
فَردّتْ عليَّ :
أتُسَمّي هذا حُبّاً؟
أين الشموخُ في الجبال؟
وأين المستحيلُ والمُحال؟
وأين آدابُ السّجال؟
أترتجي من ميتةٍ إحياءكَ؟
وتعاسةٍ إسعادَكَ؟
وهفوةٍ إيقادَكَ؟
وكيف تشعرُ بالأمانِ من الخديعة؟! وترتجي جَنّةَ خُلدٍ من وضيعة؟! وتطمئنُّ بالمصيبةِ الفضيعة؟!
إمسَحْ ما كتبتَ لي وقُلْ:
أخطأتُ بالإرسالِ،
فإسمُكِ المعالي،
ونيتي أُرسلُها إلى الخَيَالِ،
و عُدْ إلى برزخِك الأصيل،
فنومك الهاني به طويل،
وليس كلُّ ما تكتبُهُ جميل،
و دَعْ عنك التوسّلَ بالدّلَالة،
فلستُ صاحبةَ الجلالة،
ولا تُسَمِّ ما كتبتَهُ رسالة،
فإنها جهالة،
أو دليلٌ على البطالة،
-----------------
د.محمدهاشم الناصري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق