محمد هالي
ليس للوجود معنى، عندما نهم بمضاجعة الوقت، و نتأهب تائهين نبحث عن المجهول، هناك رعونة تصطاد الجثث الصامدة على الزناد، لا احتمال للحصار، و قطع المؤن، كل الخرفان الطيعة تقاوم مخالب الذئاب، هناك مآسي بشرية تنقسم الى طبيعتها القارضة، تستعد وفق الحيطة الزائدة من الإقصاء، تتآكل لتأكل من أجل البقاء، لا نعلم لماذا البشر يدعي السمو و هو يتقاتل من اجل الغريزة؟ مع بعضهم البعض تأججوا بالمذاهب و العقائد، و حنطوا الصور عربونا على العجرفة و القوة و الغلبة لطرف على طرف آخر، مع ذلك تبتسم الطبيعة، تزداد سخونة كلما اقتربت الشمس من دماغنا، كلما عج الصيف بروعته الصاعدة، تحاول الأمواج تهدئة الجلد و تصبيره بأملاح البحر، و الإنسان هو الإنسان لا يأبه بهروب الأسماك، و لا بصراخ النوارس في الهواء، و لا بتزاحم المراكب و فزع السفن ، الإنسان أناني الى حد النسيان، يتفرغ ذهنه لحبك الأساطير، و رسم خطاطات الخيال عبر شعائر و طقوس تارة يرقص على مغنى زفير الرياح، و تارة يغني بضجيج معلك في الشوارع و الأزقة، يجسد تيهه الذي لا بداية له، و لا نهاية، الإنسان يملأ كل الخطوط، كل الأماكن السهلة و القاسية، يسبح بلا أنقطاع، تارة يكون ربانا جيدا، و تارة يسقط مفزوعا مما صنعه من مآسي لكل الكائنات، هكذا كان الإنسان لا شكل له و لا لون له، يخترق كل شيء ، و يذوب في كل شيء ، يطارد المستحيل من داخل المستحيل، فانقسم الانسان الى ثعابين و ذئاب و اسد و نمر، و نسور و أخرى الى ارانب و نعاج و كل ما هو وديع و طيع، و حين يستأسد البعض لم يترك للبعض الآخر لما يسد الرمق من داخل الوجود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق