--------------------
بـَيـنَ أغـلالــي كـأنّـي ضَـائـِعُ
وَيْـكَ يـا قَـلـبُ فَـمَـاذا صَانـِعُ
وَ ٱحتَوَتْ كُـلَّ الـمُـنى زِنزانَةٌ
لَـم أجـِدْ خِـلَّا ً لِـهَمْسِي سَامِعُ
وَ بِـأسـيَـاطِ الـرَّزايا مَـشـرَبي
خَـلـفَ قُـضبانِ الخِيانَةِ رَاكِـعُ
صَارَ في أكلي مَلاعِقُ وَحدَتي
وَ بـِـمَـاعـونِ الـوساوِسِ رَاتـِعُ
خَائفٌ مِن حُجرَتي وَ ظَلَامِها
مَـن بِـبَـابِـي إن أتـَـاهـا دَافِـعُ
هـذهِ وَ بِـإخـتِـصَـارٍ حَـالَـتِـي
بَـعـدَ مَـن كـانَ لِـقَـلـبي تَـابِـعُ
كـانَ لِلـرُّوحِ مُـنَـى سَـلـوَتِـهَـا
في كِـيَـاني وَ ضَميري قَـابِعُ
أودَعـتُـهُ كُـلِّي وَ قَد عَلَّـمـتُـهُ
كـيـفَ بِـالشَّـرعِ تُـرَدُّ وَدَائِـعُ
لم أسْـتَـرِدْ مِـنـهـا وَلا وَديعَةً
أتَـرتَـضـي بِـهَـكـذا الشَّرائِـعُ؟
وَ عَادَ بالعَشرِ السِّنينَ مُفَرِّطاً
وَ الآتياتُ بِـمَـكـرِهِـنَّ بَـلاقِـعُ
أصَابَـنِـي غِـيَـابُـهُ لِـي وَ أنَـا
عَلَى صَـعـيـدِ هَـجـرِهِ أُنَـازِعُ
فرأيتُهُ قد استدارَ لِوَقعَتي
وَ حَسِبتُهُ لي بالمَعونَةِ راجعُ
وفهمتُهُ حين استطالَ جَفاؤهُ
أنِّي وحيدٌ وَ ظلامي شاسِعُ
فعلى جراحاتي اتَّكأتُ مُلازِماً
صِوَرَ الفراق وَ للتشَفِّي جائعُ
وَ لَفَظتُهُ لَفظَ اللّبانِ بمُرِّهِ
وَ تَرَكتُهُ تَجْتَرُّهُ السَّواجِعُ
وَ نَسِيتُهُ حَتى كأنِّي خِلتُهُ
خَلِقَاً وَ يَزهَدُ فِيهِ البائعُ
وَ أذَقْتُهُ عُتمَ الظَّلامِ بِحَظرِهِ
مِن كُلِّ مَا توصِلُهُ المَوَاقِعُ
فَأنا حَبيسُ غَرامِهِ وسَجَنتُهُ
في حُجرَةٍ مَعَ هَجرِهِ مُتَصارِعُ
وَ سَقَيتُهُ مِثلَ الذي سَقَانِهِ
كأساً لَهُ الموتُ الزُّؤَامُ يُطاوِعُ
________________________
د.محمدهاشم الناصري
العراق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق