الثلاثاء، 20 يونيو 2023

بـــشر بلا باء..! بقلم أحمد الشرفي

 بـــشر بلا باء..!

أسندت همي إلى ليلة ظلماء
والقمر يلفظ أنفاسه الأخيره
كان منحني الظهر
كشيخ أكل الزمان على ظهره وشرب
يتوكأ على عصاة شيخوخته بالسماء
مغادر بوجه شاحب
يترنح ضوءه المرتعش
خلف الغيوم
بانسحاب جبري الرحيل
في خجل يلملم أنواره المائلة إلى لون الشفق
لا بريق لها ظل
إلا صدى مرتد من عمامته البيضاء
كان ينظر إلي من طرف منهزم
و كأنه يرى بحالتي حالته
في ذلك القدر العصيب
و أنا على ذلك الكثيب بتل الشعور
أحمل تقلبات السنين
بمحفظة الأنين
و أرشيف الذكريات
تحوم حولي سحابات ألم
من كل جوانب الزمن
و مني تغادر آهات..
و تئوب إلى صدري آهات
في بكاءات يظللها الظلام
في أوقات حبلى بالهموم
لا تلد إلا كدر و ضجر
و جروح لا تلتئم شرياينها
تجرجر بالنزيف المستمر
روحي من الزمن
و تبعثر أنحائي
في صرير رياح الأسى
على مقاعد الذكريات
تمر شوارع العمر
بشتى الصور
في شريط أزفلتي معبد بالمآسي
بلا إشارات مرور
يحملني إلى آثار عشق متهالك
و مدائن أحلام متهاويه
و رايات غرام متساقطه
في زحام ضجيج لاسلكي الأنتشار
لتحط دمعتي في تلك المقابر الروحيه
لنبضات مكفنة الصدى
لا صوت ذاهب ولا سمع مرتد
في يد يوم لا يتطلع لمشارق الغد
لا يعرف معنى ..
أما قبل
ولا معنى أما بعد..
محاصر بحاضر جحيمي الممرات
خلف سد جمر
تعبث بحجارته فأرة متمرده
بمخالب غدر بشر
و تخطيط خبث هندسي الأبعاد
لأغراق حضارات قلبي
و هدم معبد أحلام الغرام
الذي صلت الأيام على صرحه
سنين بتهجد و قيام
ليكون للعالم نور شعور ممتد
من ياسمين احساسي
إلى بسمات القمر
عبر جسور النور يرسل النسمات
إلى كل شواطىء القلوب
و بعد حين من الدهر
كل شئ تفجر
بسيل عرم غادر
حين عمرو ابن عامر
تنكر لشعبه و أرضه ووطنه
و استقبل لطمة صغيره المحرض
بتلك الوليمة الصوريه
لتبرير موقف ضميره المتقاعد
ليأتي بردة فعل
تجارة شعب ووطن
ليغسل بها عار انهزامه اللامسئول
بموقف جبن رخيص
ترك هلاك مشاعر وطن
و دفن بيده عراقة شعب
بتلك الخيانة الماكرة
بعيون قلوب مستعمرة من الدنس
كل نفس لها رذيله
و كل وسيلة خبث
و كل خبث مكر و جحود
رائحة مستنقعات أرواح العفن
تلك الوجوه المقنعة بسواد فكرها
والمتلحفة ببطانة الشيطان
بمثل تلك الحثالة
تهدم شعوب وقلوب
و تستعبد حريات الأحرار
لما تلد الأمهات تلك الخيبات
و ترضعها من حليب البشر
لما تلك الرغبات الشيطانيه
تقيم في مشاعر الأنسان
بذلك القلب الحجر
هل الشر بشر..؟
متستر بنقطة باء بأوله
ليخفي سوءته بها
و يقتحم الخير بتلك النقطة الزائفه
التي تدل على أنه..
شر... وجاء بشر ..؟
بقلم
أحمد الشرفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سـماء الألـق في مرتقى العشق نبضي جاوز الألقٓ و جاز حد   حدود   العشق  منطلقا أنا الـسماء شعوري بالهوى   رفعت لـمن   أحب   غرام   نبضه   سمقا...